مورد حمض النيتريك الصناعي

ما هو حمض النيتريك الصناعي؟

حمض النيتريك الصناعي هو مركب كيميائي غير عضوي يُستخدم على نطاق واسع في مجالات صناعية متعددة، ويُعرف بصيغته الكيميائية HNO₃. يتميز هذا الحمض بكونه سائلاً عديم اللون أو مائل إلى الأصفر، ذو رائحة نفاذة وقابلية عالية للتفاعل مع المعادن والمواد العضوية. يُنتج على نطاق صناعي كبير من خلال عملية أوستفالد التي تعتمد على أكسدة الأمونيا بوجود محفزات معدنية.

الخصائص الفيزيائية والكيميائية

يُعتبر حمض النيتريك الصناعي من الأحماض القوية جداً والمؤكسدة بشكل كبير. تبلغ كثافته حوالي 1.51 جم/سم³، بينما درجة غليانه تصل إلى 83 درجة مئوية. يذوب بسهولة في الماء مُنتجاً محاليل حمضية قوية. يتفاعل مع معظم المعادن مكوّناً نترات معدنية وينتج غازات سامة مثل ثاني أكسيد النيتروجين. لا يتفاعل مع المعادن النبيلة مثل الذهب والبلاتين، مما يجعله مستخدماً في فحص نقاوة هذه المعادن.

الاستخدامات الصناعية

يُستخدم حمض النيتريك الصناعي في مجموعة واسعة من الصناعات الحيوية. من أبرز استخداماته إنتاج نترات الأمونيوم، وهي مادة أساسية في تصنيع الأسمدة الزراعية. كما يدخل في صناعة المتفجرات مثل TNT والنيتروغليسرين عبر عمليات النترتة. يُستخدم أيضاً في صناعة الأصباغ، الأدوية، العطور، ومركبات عضوية معقدة.

في الصناعات المعدنية، يُستخدم حمض النيتريك الصناعي لتنظيف وتلميع الأسطح المعدنية، خاصة الفولاذ المقاوم للصدأ. كما يُستخدم في إذابة المعادن خلال عمليات الاستخراج والتنقية. في قطاع الإلكترونيات، يُستعمل في تنظيف الدوائر الإلكترونية الدقيقة من الشوائب والعوالق المعدنية، وكذلك في تصنيع الشرائح الإلكترونية.

الشكل التجاري والتعبئة

يتوفر حمض النيتريك الصناعي بأشكال مختلفة حسب نسبة التركيز، منها النوع العادي بتركيز 55-68%، والنوع المركز بنسبة تصل إلى 99%. يُعبأ في عبوات بلاستيكية مقاومة للأحماض، مثل براميل بولي إيثيلين سعة 200 لتر أو خزانات إيزوتانك للشحنات الكبيرة. تُطبع على العبوات علامات تحذيرية بسبب خطورته العالية.

شروط التخزين والنقل

يتطلب حمض النيتريك الصناعي بيئة تخزين آمنة، بعيداً عن مصادر الحرارة والمواد العضوية القابلة للاشتعال. يجب حفظه في مستودعات جيدة التهوية وباردة نسبياً، وفي عبوات محكمة الإغلاق لمنع تسرب الأبخرة. أثناء النقل، يُصنّف كمادة خطرة ويُشترط توفير تجهيزات الطوارئ ومعدات الوقاية الشخصية للعاملين.

المخاطر البيئية والصحية

يُعد حمض النيتريك الصناعي من المواد الخطرة التي يمكن أن تُسبب حروقاً كيميائية خطيرة عند ملامسة الجلد أو العينين. كما أن استنشاق أبخرته قد يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي وأضرار رئوية. بيئياً، يُعتبر ملوثاً شديد التأثير، حيث تساهم انبعاثاته الغازية في تكون الأمطار الحمضية، مما يستدعي تطبيق أنظمة صارمة لمعالجة المخلفات وتقليل التلوث.

---

آلية إنتاج حمض النيتريك الصناعي

تبدأ عملية تصنيع حمض النيتريك الصناعي من خلال تفاعل الأمونيا مع الأوكسجين باستخدام محفزات من البلاتين أو الروديوم في درجات حرارة مرتفعة. تُنتج هذه الخطوة أكسيد النيتريك، الذي يتحول بعد ذلك إلى ثاني أكسيد النيتروجين. ثم يُمتص هذا الغاز في الماء لإنتاج الحمض. تتحكم جودة المادة الخام وشروط التفاعل في نقاء الحمض المنتج وتركيزه النهائي. تطوّرت هذه الآلية لتصبح أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة، مما ساعد على تقليل التكاليف وتحسين الاستدامة.

---

المعايير الفنية للجودة

تخضع عملية إنتاج حمض النيتريك الصناعي لمعايير صارمة من حيث النقاء، والثبات الكيميائي، وانخفاض الشوائب المعدنية. تُقاس جودة الحمض من خلال درجة الحموضة (pH)، واللون، ودرجة الشفافية، وعدم وجود رواسب. يتطلب الاستخدام الصناعي الدقيق حمضًا بتركيز ثابت، وبدون تلوث بالنترات الأخرى أو الكبريتات. تقدم الشركات الموردة شهادات تحليل لكل دفعة، لضمان مطابقتها للمواصفات الفنية المطلوبة في مختلف التطبيقات الصناعية.

---

التوجهات الحديثة والتطورات

شهد سوق حمض النيتريك الصناعي تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة. تسعى الشركات المصنعة إلى تطوير عمليات إنتاج أكثر صداقة للبيئة، من خلال تقنيات تقليل انبعاث أكاسيد النيتروجين. كما يتم تطوير عبوات جديدة أكثر أمانًا، خصوصًا للنقل البري والبحري. في الوقت نفسه، ازدادت أهمية هذا الحمض في الصناعات الخضراء، مثل تصنيع البطاريات المستدامة والوقود الحيوي، مما يوسع من نطاق استخداماته المستقبلية.

---